فصل: الجملة الثانية: ألواح وقواعد في بيان الأدوية المفردة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.المقالة الخامسة: أحكام تعرض للأدوية من خارج الأدوية:

قد يعرض لها أحكام بسبب الأحوال التي تعرض لها بالصناعة وذلك مثل الطبخ والسحق والإحراق بالنار والغسل والإجماد في البرد والوضع في جوار أدوية أخرى.
فإن من الأدوية ما يتغير أحكامها بما يعرض لها من هذه الأحوال وقد تتغير أحكامها بممازجتها بأدوية أخرى.
وإن كان الكلام في ذلك أشبه بالكلام في تركيب الأدوية فنقول: إن من الأدوية أدوية كثيفة الأجرام فلا ترسل قواها في الطبخ إلا بفضل تعنيف عليها بالطبخ مثل أصل الكبر والزراوند والزرنباد وما أشبه ذلك.
ومنها أدوية معتدلة يكفيها الطبخ المعتدل فإن عنف بها تحللت قواها وتصعَدت مثل الأدوية المدرة للبول ومثل أسطو خودوس وما أشبهه.
ومنها أدوية لا تبلغ بطبخها الطبخ المعتدل بل أدنى الطبخ يكفيها فإذا زيد على إغلاءة واحدة تحلّلت قوتها وفارقت بالطبخ ولم يبق لها أثر مثل الأفتيمون فإنه إذا أجيد طبخه بطلت قوّته.
ومن الأدوية ما يبطل السحق قوته أصلاً مثل السقمونيا فيجب أن يسحق بغاية الرفق لئلا ينالها من السحق حرارة مفسدة لقوتها.
والصموغ أكثرها بهذه الصفة وتحليلها في الرطوبة أوفق من سحقها وجميع الأدوية التي يفرط في سحقها فإن أفعالها تبطل فإنه ليس كلما صغر الجرم حفظ قوته بقدره وعلى نسبة صغره بل يجوز أن يبلغ النقصان بالجسم إلى حد لا يفعل الجسم بعده من فعله الذي يخصّه شيئاً فإنه ليس إذا كان قوّة جسم تحرك حركة ماء يجب أن يكون نصف ذلك الجسم يحرّك ذلك المتحرّك عنه شيئاً أصلاً مثل عشرة أنفس ينقلون حملاً في يوم واحد فرسخاً فليس يجب أن يكون الخمسة ينقلونه شيئاً فضلاً عن أن ينقلونه نصف فرسخ ولا أيضاً أن يكون نصف ذلك الحل قد أفرد حتى تناله الخمسة مفردة فيقدرون على نقلها بل يمكن أن يكون القابل للنقل لا ينفعل عن نصف القوة أصلاً إذ هو الجملة والنصف منها غير قابل من نصفها ما يقبله في حالة الإنفراد لأنه متّصل بالنصف الآخر غير معدّ لتحريكه فيه مفرداً ولذلك ليس كلما صغر جرم الدواء وقلت قوته تجده منفعلاً في الصغر مثله ولا أيضاً يجب أن يكون هو بقدر نسبة صغره يفعل في المنفعل عن الأكبر فعلاً البتة.
على أن قوماً يرون أن التصغير يبطل الصورة والقوة وقولهم في المركّبات أقرب إلى أن لا يشتدّ استكثاره.
والأدوية إذا كان لها فعل مّا أفرط في سحقها أمكن أن تنتقل إلى نوع آخر من الفعل فإن كانت مثلاً تقوى على استفراغ خلط أو ثفل يعجز عن ذلك فيصير مستفرغاً للمائية لسقوط قوّتها لصغرها تصير أنفذ فيحصل بسرعة في عضو غير الذي يقف فيه إذا كان كثيراً فيصدر فعله عنه فيه كما حكى جالينوس: أنه اتفق أن أفرط في سحق أخلاط الكموني فإنقلب مدراً للبول بعد ما هو في طبيعته مطلق للطبيعة فيجب أن لا يبالغ في سحق الأدوية اللطيفة الجواهر بل إنما يجب أن يبالغ في سحق الأدوية الكثيفة الجواهر وخصوصاً إذا أريد تنفيذها إلى غاية بعيدة وكانت كثيفة ثقيلة الحركة مثل أدوية الرئة إذا كانت معمولة من البُسْد واللؤلؤ المرجان والشاذنج وما أشبهها.
وأما أحكام الإحراق: فإن من الأدوية ما يحرق لينقص من قوّته ومنها ما يحرق ليزاد في قوته.
وجميع الأدوية الحادة اللطيفة الجواهر أو معتدلتها فإنها إذا أحرقت انتقص من حرها وحدّتها بما يتحلّل من الجوهر الناري المستكن فيها مثل الزاجات والقلقطار.
وأما الأدوية التي جواهرها كثيفة وقوتها غير حارة ولا حادّة فإن الإحراق يفيدها قوة حادة مثل النورة فإنها كانت حجراً لا حدّة فيه فلما أحرق استحال حاداً.
فالدواء يُحْرَق لأحد أغراض خمسة: إما لأن يكسر من حدته وإما لأن يفاد حدّة وإما لتلطيف جوهره الكثيف وإما لأن يهيأ للسحق وإما لأن تبطل رداءة في جوهره: مثال الأول: الزاج والقلقطار ومثال الثاني: النورة ومثال الثالث: السرطان وقرن الإيل الذي يحرق ومثال الرابع: الإبريسم فإنه يستعمل في تقوية القلب وإن يستعمل مقرضاً أولى من أن يستعمل محرقاً لكنه لا يبلغ التقريض من تصغير أجزائه مبلغاً كافياً إلا بصعوبة فيحرق ومثال الخامس: إحراق العقرب في غرض استعماله للحصاة.
فأما الغسل فإنه يسلب كل دواء ما يخالطه من الجوهرالحاد اللطيف ويسكن منه ويعدله.
فمنه ما يبرد به بعد الحرارة المفرطة وهذا كل دواء أرضي استفاد من الإحراق نارية فإن الغسل يبرئه عنها مثل النورة المغسولة فإنها تبقى معتدلة ويزول إحراقها.
ومنه ما ليس الغرض تبريده فقط بل الغرض منه التمكن من تصغير أجزائه وتصقيلها حتى يبلغ الغاية مثل سحق التوتيا في الماء.
ومنه ما يغسل لتفارقه قوة لا تراد مثل الاستقصاء في غسل الحجر الأرمني واللازورد حتى تفارقها القوة المغثية.
وأما الجمود: فإن كل دواء جمد فالقوة اللطيفة فيه تبطل وتزداد برداً اٍ ن كان بارد الجوهر.
وأما المجاورة فإن الأدوية قد تكتسب بالمجاورة كيفيات غريبة حتى تستحيل أفعالها فإن كثيراً من الأدوية الباردة تصير حارة التأثير لاستفادتها من مجاورة الحلتيت والإفربيون والجندبيدستر والمسك كيفية حارة.
وكثير من الأدويةالحارة تصير باردة التأثير لاستفادتها من مجاورة الكافور والصندل كيفية بارعة.
فيجب أن يعلم هذا من أمر الأدوية ويجتنب الأجناس المختلفة بعضها من مجاورة بعض.
وأما أحكام الممازجة: فإن الأدوية تقوّي أفعالها بالممازجة وتارة تبطل أفعالها بالممازجة وتارة تصلح وتزول غوائلها.
مثال الأول: أن بعض الأدوية يكون فيه قوة مسهلة إلا أنها تحتاج إلى معين إذ ليس لها في طبعها معين قوي فإذا قارنها المعين فعلت بقوة مثل التربد فإذا له قوة مسهلة لكنه ضعيف الحدة فلا يقوى على تحليل شديد فيستفرغ ما حضر من رقيق البلغم فإذا قرن به الزنجبيل أسهل بمعونة حدثه خلطاً كثيراً لزجاً بارداً زجاجياً وأسرع إسهاله.
وكذلك الأفتيمون بطيء الإسهال فإذا قارنه الفلفل والأدوية اللطيفة أسهل بسرعة لأنها تعينه في التحليل وكذلك الزراوند فيه قوة قابضة قوية إلا أن معها قوة مفتحة تنقص من فعلها فإن خلط بالطين الأرمني أو بالأقاقيا قبض قبضاً شديداً وقد يخلط للتنفيذ والبذرقة كالزعفران يخلط مع الورد والكافور والبسد لينفذها إلى القلب وقد يخلط لضد ذلك مثل بزر الفجل يخلط بالملطفات النفاذة ليحبسها في الكبد مدة يتم فيها الفعل المقصود الذي إذا نفذ في الكبد بلطافتها استعجلت قبل تمام الفعل فبزر الفجل يحرك إلى القيء فيثبط ما يتحرك إلى العروق بالمضادة.
وأما التي تبطل بالممازجة: فمثل أن يكون دواءان يفعلان فعلاً واحداً ولكن بقوتين متضادتين فإذا اجتمعا فإن اتفق أن يكون أحدهما أسبق إلى الفعل فعل فعلاً وإن لم يسبق أحدهما الآخر تمانعا مثل البنفسج والهليلج فإن البنفسج مسهّل بالتليين والهليلج مسقل بالعصر والتكثيف فإذا ورد على المادة فعلاهما معاً تباطلا فإن سبق الهليلج ثم ورد عليه البنفسج وأما الثالث: فمثاله الصبر والكثيراء والمقل فإن الصبر يسهّل وينقي المعيّ إلا أنه يسحج ويفتح أفواه العروق.
والكثيراء مغر والمقل قابض فإذا صحبه الكثيراء والمقل غرّى الكثيراء ما جرده الصبر وقوَّى المقل أفواه العروق فكانت سلامة فهذه قوانين وأمثلة نافعة في معرفة طبائع الأدوية واستعمالها.

.المقالة السادسة: في التقاط الأدوية وادّخارها: :

فنقول: إن الأدوية بعضها معدنية وبعضها نباتية وبعضْها حيوانية.
والمعدنية أفضلها ما كان من المعادن المعروفة بها مثل القلقند القبرصي والزاج الكرماني ثم أن تكون نقية عن الخلط الغريب بل يجب أن يكون الملتقط هو الجوهر الصرف من بابه غير منكسر في لونه وطعمه الذي يخصّه.
وأما النباتية فمنها أوراق ومنها بزور ومنها أصول وقضبان ومنها زهر ومنها ثمار ومنها جملة النبات كما هو.
والأوراق يجب أن تجتنى بعد تمام أخذها من الحجم الذي لها وبقائها على هيئتها قبل أن يتغير لونها وينكسر فضلاً عن أن تسقط وتنتثر.
وأما البزور فيجب أن تلتقط بعد أن يستحكم جرمها وتنفش عنها الفجاجة والمائية.
وأما الأصول فيجب أن تؤخذ كما تريد أن تسقط الأوراق. وأما القضبان فيجب أن تجتنى وقد أدركت ولم تأخذ في الذبول والتشنج.
وأما الزهر فيجب أن يجتنى بعد التفتيح التام وقبل التذبل والسقوط.
وأما الثمار فيجب أن تجتنى بعد تمام إدراكها وقبل استعدادها للسقوط.
وأما المأخوذ بجملته فيجب أن يؤخذ على غضاضته عند إدراك بزره.
وكلما كانت الأصول أقلّ تشنجاً والقضبان أقلّ تذبلاً والبزور أسمن وأكثر امتلاء والفواكه أشد اكتنازاً وأرزن فهو أجود.
والعظم لا يغني مع الذبول والانقصاف بل إن كان مع رزانة فهو فاضل جداً.
والمجتنى في صفاء الهواء أفضل من المجتنى في حال رطوبة الهواء وقرب العهد بالمطر. والبرية كلها أقوى من البستانية وأصغر حجماً في الأكثر والجبلية أقوى من البرية والتي مجانبها مروج ومشرفات أقوى من غيرها والتي أصيب وقت جناها أقوى من التي أخطىء زمانه وكل هذا في الأغلب الأكثر.
وكلما كان لونه أشبع وطعمه أظهر ورائحته أذكى فهو أقوى في بابه.
والحشيش يضعف بعد سنين ثلاث إلا ما يستنثى من أدوية معدودة مثل الخربقين فإنهما أطول مدة بقاء.
وأما الصموغ فيجب أن تجتنى بعد الانعقاد قبل الجفاف المعمد للإفراك وقوة أكثرها لا تبقى بعد ثلاث سنين خصوصاً الإفربيون ولكن الأقوى من كل طبقة يطول مدة بقائه على جودته فإذا أعوز الطري القوي وأما الحيوانيات فيجب أن تؤخذ من الحيوانات الشابة في زمان الربيع ويختار أصحها أجساماً وأتمها أعضاء وأن ينزع منها ما ينزع بعد ذكاة ولا تلتفت إلى المأخوذ من الحيوانات الميّتة بأمراض تحدث لها.
فهذه هي القوانين الكلية التي تجب أن تكون عتيدة عند الطبيب في أمر الأدوية المفردة.

.الجملة الثانية: ألواح وقواعد في بيان الأدوية المفردة:

والآن فإنا نأخذ في الجملة الثانية ونريد أن نتكلم على طبائع الأدوية المفردة المعروفة عندنا والتي هي قريبة من أن يمكننا معرفتها إذا تتبع أثرها تقدّماً للعلاماث الصحيحة لها ونهمل ذكر أدوية لسنا نقف منها إلا على الأسامي فقط ونرتب الألواح المذكورة بأصباغها.
قسّمناها إلى عدة ألواح وإلى بيان قاعدة في بيان الأدوية المفردة.

.بيان الأدوية المفردة:

قد دللنا في الجملة الأولى على ترتيب الألواح التي رتبناها ونحن ههنا نريد أن ندل على الأمور الواقعة في كل لوح من الألواح المذكورة في القاعدة وعلى الأصباغ التي تخصها.
وأما الألواح الأربعة الأولى فأمرها ظاهر وما بعدها التي تحتاج إلى تفصيل الأبواب والأصباغ ولا تظنن أنا قد تكلفنا استقصاء عد ما عددناه فإنا لم نفعل ذلك بل أوردنا ما وجدنا في أبواب الأدوية المفردة التي ذكرناها منافع وأحكاماً ما تختصّ بها.

.اللوح الأول: لوح الأفعال:

والخواص من هذه الألواح التي تدخلها الأصباغ لوح الأفعال والخواص: لطيف كثيف لزج نشاف ملطف مكثف ملزق محلل جا لي مغري مخشن مملس مفتح يفتح أفواه العروق مرخّي مقطع كاسر الرياح جاذب لاذع رادع منق مخذر مشدد للرخو والمتخلخل منفخ غسَال مزاق عاصر قابض مطفىء مصف للدم معرق حابس للدم حابس العرق محمود الكيموس مذموم الكيموس يدفع ضرره المياه كثير الغذاء قليل الغذاء يقوي الأعضاء يقوي الأحشاء رديء الخلط يستحيل إلى كل خلط ينفع من أمراض السوداء يولد السوداء يولد الصفراء يدفع ضرر الصفراء يولّد البلغم يدفع ضرر البلغم يوافق المشايخ أفعال غريبة: فعله في الهواء يبذرق المسهلة ويعينها.

.اللوح الثاني: الزينة:

ينقي يكدر يزيل السفوع ينفع من البهق الأسود من الوضح من البرص محدث البرص من القوباء من الكلف من النمش يحدث الكلف يحدث النمش من آثار القروح من آثار الجدري من شقاق الوجه والشفة يحمر اللون من شقاق القدم يقلع الوشم من الثآليل من رائحة الإبط والبدن ينتن رائحة الإبط والبدن يجذب السلي والشوك يجلو الأسنان يقلع الأسنان من رائحة الأنف من البخر يورث البخر مسمن مهزل من القمل يورث القمل ينفع من الداحس من الجذام يورث الجذام من أسنان الفار من الأظفار المعوجة من الأظفار المتأكلة من النقط البيض فيها يحفظ الثدي يحفظ الخصية يحسن اللون يطيب النكهة يسود الشعر يبيض الشعر يطول الشعر يكثر الشعر يحمر الشعر يقوي الشعر يجعد الشعر يبسط الشعر يشقق الشعر من داء الثعلب يمنع الشقاق من داء الحية من الانتثار يمنع الصلع ينثر يصلع يحلق ينبت الشعر.

.اللوح الثالث: الأورام والبثور:

والبثور من الأورام الحارة من الآورام الباردة من الأورام الباطنة من أورام العصب من أورام العضل من أورام الأذنين من أورام تحت الإبط من كثرة الماء من أورام الكبد من أورام الطحال من أورام القضيب من أورام الرحم من ورم المثانة من ورم الثدي من ورم الانثيين من ورم المقعدة من الفلغموني من الورم الرخو من النفخة من السرطان من الورم الصلب من الخنازير من الشهدية من الدبيلات الباطنة من الجمرة من النملة من الشري من الجاورسية من النفاطات من النار الفارسية من الطاعون من الأورام القرحية من الحصف من البثور اللينة يولد الأورام الحارة يولد الأورام الباردة الرخوة يولد الأورام الصلبة يولد السرطان.